الثلاثاء، 21 مايو 2013

حلقة روتين

استيقظ فجرا كالعادة ، المكان يحتاج إلى قدر كبير من التهوية

بقايا الأنفاس المتراكمة تتناثر داخل المكان ، انفاس خلفتها إرهاقات 


يوم طويل ... بعضها يحمل فى طياته بقايا حزن دفين .

بدأ نور الصباح ينبثق متخللا شرفة غرفته صانعا شعاع ضعيف يرتكز 

فى النهاية على حافة وسادته.... يظنه دائما شعاع أمل اليوم .

يحمل بعضا من ذرات ضوئه ويضعها داخل قلبه لعلها تنير ما تبقى من ظلام

سكن جزء منه وتغلغل بين ثناياه .

وبدأت تفاصيل الحياه وما تحويه من روتين يومى يعتصر قلبه وجسده ألما.

كالعادة صلاة الصبح وتناول الإفطار ثم ملابس الروتين اليومى التى كم تمنى

لو تجرد منها.

الحياه بدأت تدب فى الشوارع ، صوت الأطفال أصبح يملأ المكان ، صخب الحياة

بدأ يفرض سيطرته .

الناس تسير فى الشوارع بخطوات معتاده وكأنه مجرد تمرين يومى لن يكتمل ابدا

الملامح شارده ووجوه يكسوها بقايا نعاس غلف الأعين وأزال بريقها.

عقارب الساعة تجرى وكأنها فى سباق دائم ، كم تمنى أن يتوقف هذا الزمن ،

الطريق بدأ يزدحم وسيارات من كل مكان بدأت تكسوا الطريق ، الكل يتسابق ويتزاحم

فى مشهد تسقط فيه انسانيات البشرية .

أصبح كل هذا شىء مألوفا إعتادت عليه روحه قبل جسده ، ثم وجد نفسه عالقا 

داخل حفلة سقوط الإنسانية ، تراشق وتدافع وتزاحم من أجل الوصول إلى مقعد 

فى عربة تحمل كل معانى الروتين .

بدأت الأنفاس تهدأ ، ووجوه ترى فيها اطمئنان وكأنما حصل كل واحد منها على فريسته 

وعرق يتصبب من وجوه بدت عليها ملامح النصر فى معركة بشرية من أجل العيش .

طريق طويل لا ينتهى ، يجلس فى المقعد وبجانبه النافذه والتى يعتبرها نافذة الحياه ،

تمر من امامه الذكريات بجانب الأفكار ، ومسلسل درامى طويل ذو حلقات لا تنتهى 

يعرض على النافذه ، مسلسل يعرض حلقات حياته من الصغر للكبر ، من بداية 

الأحلام حتى السقوط فى بحر روتين يومى ليس له شواطىء تنحصر داخله روحه

ويلجم أنفاسه الغرق داخله .

ثم يستيقظ فجأة  على صوت منادى يشير إلى محطة الوصول ، ينزل منها منهك 

الروح قبل الجسد ينفض عن نفسه غبار التعب وتزاحم الأفكار .


يقف دقيقة من الزمن يستنشق فيها هؤاء جديد يملأ به جسده وقلبه لعله يسرى 

فيه انتعاشا وتجديدا حتى يصبح مستعدا لتكملة رحلة روتينيه مجهدة فى عمل 

ابتكرت فيه فكرة الروتين .

ثم يعود آخر اليوم منهكا تعبا يدخل بعدها فى غيبوبة نوم يستيقظ بعدها فجرا

لإكمال رحلة الروتين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق