الجمعة، 8 مارس 2013

الوهم الخادع

بين حين وأخر يتملكنى شعور العزلة والوحدة شعور قاتل حينما 
ينتاب الإنسان .
أحيانا أريد أن أعيش حياة تحاكى حياة الأفلام أو مسلسلات التليفزيون 
حيث لا تعب .. لا مسئوليات .. كل شىء سهل .......
الأحلام تتحقق فى وقتها .. الطفل يكبر فى نفس اللحظة .. والشاب يسافر 
ويعود إلى أهله وأحبابه فى خمس دقائق .
الشاب الفقير الذى كان لا يملك قوت يومه فى غضون عشر دقائق أو حلقة 
أو حلقتين يصبح نجما مشهورا وتظهر عليه مظاهر الترف .
أو أنه يظهر له عما أو خالا من ذوى الأملاك  كانت تخبئه الأقدار رحمة
 ورأفة بهذا الشاب .. وزيادة للحبك الدرامى على غير المعقول .. يكتب له 
هذا العم أو الخال نصف تركته أو ربما تركته كلها لأنه لم يرزق بأى أولاد .
وهكذا تتوالى أحداث الوهم الخادع ...
الفتاه تدخل الجامعة على الرغم من انها منذ دقيقتين كانت مجرد طفلة تلهو 
فى الحوارى الضيقة .
وفى الجامعة تقابل هذا الشاب الوسيم صاحب السيارة الفارهه ذات الطراز
 الحديث . ولأنى ليس لدى خبرة فى أنواع السيارات فهى من احدث الأنواع 
اترك لكم معرفة آخر الموديلات وأحدثها.
فيتعرف عليها هذا الشاب ويحبها ويريد ان يتزوجها ... ولأن الظروف 
الطبقية والإجتماعية بينهما تفرض قيودها يرفض والده لأنها بنت 
الرجل الفقير الذى يقطن الحوارى والأزقة .. والذى ظهرت تصدعات 
الجدران على تجاعيد وجهه من مشاق الحياة ومتاعبها .. 
ولكن يصر الشاب الغنى الوسيم على ان يتزوجها وبالفعل تزوجها مخالفا 
كل القواعد ... أو يحدث العكس مع الشاب الفقير الذى تحبه البنت الغنية 
المدللة وتدور معه نفس الأحداث .
وفى هذه القصص وعلى عكس الواقع ينتصر الوهم متحديا كل الوقائع 
من عدم تكافؤ مادى أو إجتماعى والذى يؤثر بدوره علينا فى واقعنا..
وكثير وكثير من المشاهد الدرامية والقصص والروايات التى تركت 
بصماتها على جدران قلوبنا .
فى كثير من الاحيان اتمرد على  واقعى .. أتخيل نفسى ذاك الشاب التعيس 
الذى تلعب به الأقدار وكأنى أعيش قصة فيلم انا بطلها الوحيد ومخرجها 
ومنتجها .
وأنتظر تلك اللحظة التى يظهر لى فيها عم أو خال ثرى فيتغير حالى 
بين عشية وضحاها .. أو أن تقابلنى تلك الفتاة التى تظهر من العدم
فى إحدى حلقات حياتى المتسلسلة والتى أرى فيها صفات شريكة العمر
المستقبلية وتبدأ قصتى معها وأواجه الصعاب من أجلها ..
ولكن ..........
أكتشفت أن الواقع يغلب حضوره يا سادة .. حيث انه فى واقعنا هناك 
عمل وهناك مسئوليات .. الأحلام لا تتحقق بين عشية وضحاها لابد 
من المثابرة وتجرع مرارة الصبر والمزيد من السعى .
لأن ما جاء سهلا ولى وأدبر سهلا .. أو كما قيل :
              لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله  
              فلن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا .